مع أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الصيام لا يؤثر سلبا على صحة القلب والشرايين، إلا انه من المفضل لأي شخص يعاني من أمراض القلب أن يقوم باستشارة الطبيب المعالج عن إمكانية صيامه في شهر رمضان، إذ تختلف حدة المرض والوضع الصحي للقلب والشرايين من شخص إلى أخر ومن سنة إلى أخرى.

قلبك يرتاح في الصيام:

شهر رمضان يعد راحة لأجهزة الجسم كلها من الإجهاد الزائد الذي تتعرض له طوال العام، وخاصةً المرضي المصابين بأمراض في القلب، مثل قصور القلب وارتفاع الضغط وشرايين القلب والصمامات.

وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن الصوم لمدة 24 ساعة على فترات منتظمة مفيد للصحة والقلب

أن الصوم يمكن أن يخفض مخاطر تطور أمراض الشرايين التاجية والسكر، بل ويمكن أيضاً أن يحسن من مستوى الكولسترول في الدم وأكدت دراسة علمية حديثة أن القلب يرتاح كثيراً أثناء فترة الصيام إذ تنخفض ضرباته إلى60 دقة في الدقيقة، وهذا يعني أنه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة..

ويقول الخبراء أيضاً أن الجسم يطهر نفسه من السموم بشكل طبيعي عن طريق الكليتين والكبد، مشيرين إلى أنه إذا أردت طريقة آمنة لتخليص جسمك من السموم أو وسيلة لتخفيض الوزن، تناول الأغذية الطبيعية واشرب كميات كبيرة من المياه النقية وتجنب أخذ الأدوية بشكل مفرط.

‏‏ وضروري أن تكون حالة المريض مستقرة وغير معرضة للأزمات القلبية وذلك لإتمام الصيام.

نصائح طبية لمرضى القلب والضغط:

أولاً: تناول الأدوية بانتظام وحسب إرشادات الطبيب، وكما يعلم الجميع فإن أكثر الأدوية يدوم مفعولها لمدة طويلة ويتمكن المريض معها من أخذها مرة أو مرتين بسبب الصيام وحسب إرشادات الطبيب المعالج.

ثانياً: ينصح المريض بعدم الإفراط في الطعام والشراب وتجنب الأطعمة الدسمة والمالحة ومن الأفضل تقسيم وجبة الإفطار على وجبتين خفيفتين بدلاً من وجبة واحدة ثقيلة.

ثالثاً: تجنب الإجهاد والعمل الشاق أو العمل في جو حار أثناء الصيام وذلك للحفاظ على استقرار حالة القلب والحيلولة دون حدوث أي أعراض قد تتطلب منه الإفطار.

الأدوية في رمضان:

ينصح بأخذ أدوية الضغط بعد أداء التراويح ومنتصف الليل وقبل السحور ويتم تقسيم أخذ الأدوية خلال فترة الليل خصوصًا أدوية الضغط لذلك ننصح دومًا بتأجيل أدوية الضغط إلى ما بعد صلاة التراويح لأنه خلال ذلك يكون الجسم قد استرجع أغلب سوائله المفقودة وفي أغلب الأحيان إذا تناول أحد أدوية الضغط مباشرة بعد الإفطار فإن الدواء قد يصل لأعلى تركيز في الدم مما يجعل الفرد يغمى عليه أثناء صلاة التراويح.

التمارين الرياضية:

لأن رمضان في هذه السنة المباركة يأتي في عز الصيف، ينصح جميع مرضى القلب بتفادي الرياضة خلال الصيام وخاصة قبل الإفطار لأن الجسم خلال الصوم يفقد حوالي 1.5% من وزنه من السوائل وذلك يعرض المريض للإجهاد

عذاء مرضى القلب في رمضان:

- يفضل أن يكون على وجبات صغيرة خلال فترة الليل وليس وجبة أو وجبتين رئيسيتين بل أكثر من وجبة.

- يفضل الإكثار من السوائل على العموم إلا في المرضى الذين منعهم الطبيب من ذلك (مثل مرضى فشل القلب الذين لديهم انخفاض في الصوديوم) .

- يقلل من الأملاح والدهون والمنبهات مثل الكافيين(الشاى والقهوة والمشروبات الغذائية).

- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية وقلل من اللحوم قدر الإمكان.

- افطر على رطبات أو بضع تمرات وماء.) إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر).

- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار. وتظل النصيحة المثلى في رمضان وغير رمضان، وفق الآية الكريمة «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا».

- قلل من سكر الطعام قدر الإمكان، واستعمل العسل في تحلية بعض الأطعمة بدلا من السكر، واستعمل التمر بدلا من الحلوى.

- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة، فالقهوة والشاي يجعلانك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار.

- تسحروا فإن في السحور بركة، ولو بكأس من الماء. وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن الزبادي أو الحليب والخبز والعسل والفواكه وغيرها.

العمرة في رمضان:

وبالنسبة للذين يرغبون منهم في أداء العمرة في رمضان ان يتجنبوا أداء العمرة أثناء الصيام وليكن ذلك في الليل وأن يحملوا معهم حبوب "النتروجليسرين" لاستخدامها تحت اللسان إذا حدث لديه ألم في الصدر أثناء الجهد.

وإذا أحس بالألم ولم يستجيب للنيتروجلسرين يوقف أداء العمرة ويطلب الإسعاف فورًا فمواصلة العمرة مع آلام القلب إلقاء بالنفس إلى التهلكة وهذا مما نهى عنه الشرع.

فرص المدخنين:

* المدخنون الذي يريدون الإقلاع عن التدخين سوف يجدون في الصيام فرصة للتدريب على ذلك. ويكفي أن نذكّر أولئك المدخنين أن السيجارة تحتوي على أكثر من 4000 مركب كيميائي، خمسون مادة منها تسبب السرطان، ومنها ما يدمر شرايين القلب ، ومنها ما يخرب الشعب الهوائية أو ما يصيب شرايين الأطراف.