أفادت دراسة طبية بأن حوالي 65ر1 مليون حالة وفاة بأمراض القلب سنويا في العالم يمكن أن تعزى إلى استهلاك الصوديوم "الملح" بكميات تفوق المعدل الذي توصى به منظمة الصحة العالمية والبالغ غرامين لليوم الواحد. وقد عكفت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال الطبية"، على جمع وتحليل البيانات المستقاة من 205 مسوحات أجريت حول تناول معدن الصوديوم في دول تمثل قرابة ثلاثة أرباع السكان البالغين في العالم، إلى جانب بيانات عالمية أخرى تخص التغذية.

وكشفت الدراسة أن متوسط مستوى الاستهلاك العالمي للصوديوم في عام 2010 بلغ 95ر3 غرام لليوم الواحد، وهو تقريبا ضعف المعدل الذي توصى به منظمة الصحة العالمية والبالغ غرامين لليوم الواحد. وقد تجاوزت جميع مناطق العالم المستويات الموصى بها، حيث تراوحت المتوسطات الإقليمية ما بين 18ر2 غرام لليوم الواحد في أفريقيا جنوب الصحراء و 51ر5 غرام لليوم الواحد في آسيا الوسطى. وعلى مستوى العالم، فإن حالة من كل عشر حالات وفاة بالجلطة القلبية والسكتة الدماغية وغيرها من أمراض القلب، أو 65ر1 مليون حالة وفاة سنويا، تنتج عن التناول المفرط للملح.

الجدير بالملاحظة هو أن أربع من كل خمس من حالات الوفاة تلك حدثت في دول ذات معدلات دخل متوسط ومنخفض، وأن حالتين من كل خمس من حالات الوفاة تلك حدثت بشكل سابق لأوانه ، أي أنهم توفوا قبل بلوغ سن السبعين. وذكرعميد كلية فريدمان لعلوم التغذية والسياسة بجامعة تافتس، أن "هذه الاكتشافات الجديدة تنبه إلى ضرورة وضع سياسات قوية للحد من الصوديوم المرتبط بالحمية الغذائية في الولايات المتحدة وحول العالم. ويعتبر الصوديوم مادة مغذية حيوية وضروري لقيام الجسم بوظائفه. غير أنه من المعروف أن تناول الصوديوم بكثرة يرفع من ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي يؤدى إلى أمراض القلب والأوعية الدموية بما فيها أمراض القلب والسكتة الدماغية.